Skip to main content

السيد / دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية ،
البيت الابيض، واشنطون دي سي ، الولايات المتحدة
في البداية أحب أن أهنئك ببدء عملك كرئيس للولايات المتحدة الامريكية ، وهي المهمة التي اولاك لها الشعب الأمريكي في إنتخابات حرة . ورغم إنك لم تكن خياري المفضل سعادة الرئيس ضمن قائمة المترشحين لهذا المنصب بسبب ما كنت تعلنه في خطابك الإنتخابي ؛ إلا إن حكم الشعوب واجب النفاذ والإحترام.
ولقد حسبت وغيري يا سيادة الرئيس إنك بعد إنتهاء الحملة الإنتخابية وفوزك بالرئاسة وتوليك مقاليد الحكم ستنهج نهجا ايجابيا وستترك شعارات الحملة الانتخابية تنتهي مع الحملة الانتخابية ، إلا إن قرارك التنفيذي بتصعيب وتعطيل ومنع مواطني ٧ دول من بينها بلدي السودان من دخول الولايات المتحدة قد أتى مخيبا للآمال ومحبطا ومفتقرا للحكمة السياسية والنظرة الإستراتيجية التي يجب أن يتمتع بها قائد دولة كبيرة وعظمى مثل الولايات المتحدة.

لقد أتى هذا القرار الغريب يا سيادة الرئيس في مخالفة واضحة لأبسط قواعد المنطق والقانون . فمن الثابت إن مواطني السودان معروفون بالسلم ولم يسجل عن أي واحد منهم أي أعمال إرهاب او عنف على أرض الولايات المتحدة او حلفائها ، وبذلك يكون من غير المنطقي إدراجهم في هذه القائمة . فوق إن منع مواطنين تحصلوا على تأشيرات قانونية لدخول الولايات المتحدة أو على إقامة شرعية فيها ( غرين كارد) دون أن تدينهم محكمة أو تدور حولهم شبهات ولمجرد إنتمائهم لبلد معين هو إنتزاع لحقوق مكتسبة وإنتهاك لحقوق الإنسان ، تلك الحقوق التي ناضل من أجلها الآباء المؤسسون لدولتكم من امثال توماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين وابراهام لينكولن وتوماس بين وغيرهم.
ولا أنفي يا سيادة الرئيس إن الحكومة القائمة في بلادي قد إنتزعت السلطة بالعنف وأنها لعقود كانت تنشر الكراهية تجاه الولايات المتحدة وتدعم التنظيمات الإرهابية في العالم . ولكن لا يغيب عليكم ان هذه الحكومة تستمر في الحكم فقط بقوة القمع والإرهاب للشعب والمراوغة وإحتكار مقدرات البلد الإقتصادية ، وإن الغالبية من شعبنا بما فيهم جل المهاجرين لأمريكا هم من المتضررين منها والمعارضين لها ، لذلك فإن معاقبة الشعب بجريرة النظام هو إنتهاك آخر للحق والعدالة، ولو فرضت إدارتكم هذه العقوبات على قادة النظام لما وجد الأمر منا اعتراضا، لكن ان تتركوا المسؤولين وتعاقبوا المواطنين البسطاء ممن هاجروا او ارتحلوا لبلادكم بحثا عن حياة أفضل او طلبا للعلم أو العلاج أو سعيا لتجارة وتبادل فهذا هو الحيف نفسه.
إنني أؤكد لك يا سعادة الرئيس أنه رغما عن كل الدعايات المضادة وخطاب الكراهية فإن هناك ملايين السودانيين وخصوصا من الجيل الشاب ممن ينظرون لبلادكم بتقدير واحترام، كونها البلد الذي يحترم فردية أي انسان غض النظر عن أصله ودينه، وحيث يمكن لكل شخص السعي لتحقيق حلمه في حياة أفضل ، والذي اسميتوه بالحلم الأمريكي وهو محض حلم إنساني. إلا ان خطاب الكراهية تجاه هؤلاء ومثل هذه السياسات التي بدأتها إدارتكم تجاههم بسبب من دينهم أو إصلهم لن تجعلهم يحبون إمريكا أكثر ولن تمنع من تمدد الإرهاب بل ستزيد مشاعر السخط تجاه بلادكم وستدعم الدعايات ضدكم وستصب الماء في طاحونة المتطرفين.
إن التطرف والإرهاب سعادة الرئيس لا ينبع من دين معين وإنما من ظروف التخلف والجهل وسيادة الأنظمة القمعية والقيم المغلقة. ولن يتم محاربة الإرهاب بقفل الحدود او بناء الجدر او محاربة معتنقي إديان بعينها أو مواطني دول سبع، وإنما بدعم التنمية والديمقراطية في كل العالم ومحاربة الفساد ورفع اليد عن الأنظمة المتسلطة وعدم التعاون معها بل عدم الإعتراف بها. لن يتم محاربة التطرف والإرهاب إلا بجهد ديمقراطي عالمي وتعاون دولي لإطفاء بؤر الفقر والأزمات والحروب وتثبيت قيم الكرامة الإنسانية والتخلي عن خطاب الكراهية سواء كان صادرا من اعدائكم أو منكم سعادة الرئيس.
إنني بإسم مئات المواطنين السودانيين ممن تضرروا نفسيا وماديا من هذا القرار وملايين السودانيين الذين هزهم هذا الظلم أطلب منك الغاء هذا القرار التنفيذي فورا سعادة الرئيس ، ليس فقط من أجل هؤلاء المتضررين، وإنما أيضا من أجل المصلحة القومية لبلادكم وضمان أمنها الحقيقي المتمثل في كسب صداقة وثقة الشعوب لا خذلانها ومحاولة اذلالها وتنميطها سلبيا.
من جانبي اؤكد لك يا سيادة الرئيس أصالة عن نفسي ونيابة عمن يدعمون برنامجي أننا سنظل نسعى لعلاقات صداقة وتعاون مع الولايات المتحدة ، في المجالات كافة ، ليس من موقع التابع الخانع ولا العدو المراوغ كما يفعل الكثيرون ، وإنما من مواقع الندية والكرامة الانسانية والمصالح المشتركة والتعاون الدولي والقيم الكونية ، والتي إن إنتكست راياتها في بلادنا او بلادكم بفعل حماقات الحاكمين في بعض الأحيان، فإنها ستنتصر في النهاية في بلدينا وفي العالم كله بفضل حكمة الشعوب.
 
مخلصكم : عادل م. عبد العاطي
مرشح الإنتخابات الرئاسية السودانية لعام ٢٠٢٠ م عن كتلة ( سودان المستقبل)
٣١/١/٢٠١٧م

 

We #HelpSudan.
Learn how you can help too!

#Help­Sudan

We don't know how long the conflict will last. But what we do know is that we can't stand aside and watch.

The fastest way you can help too is to support Sudan financially. The Save Sudan Initiative has opened a multi-currency account for that purpose. Learn more

If you want to volunteer and provide help, then here are specific instructions how to do this: Learn more

Spread the word!