مقدمة:
اهتم منذ عدة سنوات بديمقراطية التعليم والابداع وعلاقتها بحقوق الملكية. وكنت اشرت في نقاش سابق الى خروج الناس من مفهوم حقوق الملكية الفكرية الضيق – الراسمالي البحت – ؛ إلى اشياء جديدة مثل رخص الابداع المشترك او الإبداع المشاع (كريتيف كومون) .. وما الصراع ضد معاهدة اكتا (ACTA) واسقاطها في البرلمان الاوروبي الا جزءا من هذا النزوع العالمي نحو حرية اكبر في التعامل مع ثمرات الثقافة بل حتى وتغييرها والاستفادة منها جزئيا لانتاج اشياء جديدة فيما يجعل للابداع طابعا مشاعا او مشتركا. وقد نشات غير مؤسسة الابداع المشترك أو المشاع مؤسسات مشابهة اخرى تنتهج نهج المفتوح مثل مؤسسة البرمجيات الحرة ومختلف المواقع ذات المحتوى المفتوح والاكواد المفتوحة والخدمات المفتوحة ( المجانية والتي يمكن تطويرها وتعديلها من بعد) والعلوم والثقافة المفتوحة.
في هذا المقال المقتبس والمطور نعالج قضية رخص الابداع المشاع.
رخص المشاع الإبداعي:
تعتبر رخص المشاع الإبداعي أو creative commons licenses، من اهم مكونات الموارد التعليمية المفتوحة. واعتبارا لحداثة و أهمية هذا المصطلح في اللغة العربية ، وكون دول قليلة من الدول الناطقة بالعربية ملتزمة رسميا بتراخيصه ( الأردن – مصر – قطر – لبنان – سوريا و قريبا الإمارات)، ولعدم المعرفة بهذه الرخص عموما في السودان ؛ اعيد نشر هذا المقال المنقول من موقع تعليم جديد للتعريف بهذا المجال الجديد. Continue reading
مقتطفات من رسالة الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر محي الدين بن عربي والموسومة (رسالة ما لا يعول عليه ) وتتضمن ما لا يعول عليه من احوال الحب والمحبة والمحبين
المكان إذا لم يؤنث لا يعوَّل عليه،
كل تنهد يكون عن فقد في عين وجد لا يعوَّل عليه.
السهر من غير سمر لا يعوَّل عليه.
كل إخلاص لا يعوَّل عليه، فإنه ما ثم ممن.
الوجد الحاصل عن التواجد لا يعوَّل عليه.
والوجود الذي يكون عن مثل هذا الوجد لا يعوَّل عليه.
المحبة إذا لم تكن جامعة لا يعوَّل عليها.
كل محبة لا يؤثر صاحبها إرادة محبوبه على إرادته فلا يعوَّل عليها.
كل محبة لا يلتذ صاحبها بموافقة محبوبه فيما تكرهه نفسه طبعا لا يعوَّل عليه.
كل حب لا ينتج إحسان المحبوب في قلب المحب لا يعوَّل عليه.
كل حب يعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يعوَّل عليه.
كل حب يكون معه طلب لا يعوَّل عليه.
كل حب لا يتعلق بنفسه وهو المسمى حب الحب لا يعوَّل عليه.
كل حب لا يفنيك عنك ولا يتغير بتغير التجلي لا يعوَّل عليه.
كل حب تبقي في صاحبه فضلة طبيعية لا يعوَّل عليه.
كل شوق يسكن باللقاء لا يعوَّل عليه.
كل شهوة غير شهوة الحب لا يعوَّل عليها.
الحب الذي يعطيك التعلق بوجود المحبوب وهو غير موجود فهو صحيح وإن لم فلا تعول عليه.
كل وصل لا يظفرك بالفائت لا يعوَّل عليه.
(1)
في ذكرى رحيل القيادي الستاليني محمد ابراهيم نقد يحاول البعض ان يجعل من فسيخ سيرة الرجل شربات، ونسوا ان نقد كان من مؤسسي الشمولية السودانية ، كلس ودمر الحزب الشيوعي وذهب به في طريق اليمين الرجعي ، شارك بالتواطؤ في اغلب انقلابات السودان وخصوصا انقلابي مايو 1969 ويوليو 1971 وغض النظر عن انقلاب الانقاذ وهو يعلم به ..مارس التسلط حين بقى في قيادة حزبه حتى بلغ ارذل العمر، ولم يسن سنة حسنة بالتنحي حتى حينما اصيب بالمرض، فكان احد ديناصورات السياسة السودانية وانانييها.كان الرجل لطيفا مع اعداء الشعب جلفا مع من هم اضعف منه، اساء للأموات ممن قدموا لحزبه ولشعب السودان، مثل شيبون وخضر نصر ووصفهم بالجنون .لم يكن الرجل امينا حتى مع سلفه حين اخفي اوراق عبد الخالق محجوب الاخيرة فتآمر بذلك على التاريخ وحق الناس في المعرفة .كان الرجل مستهزئا متعاملا بخفة مع القضايا الوطنية ويتضح ذلك في حديثه القبيح عن قضية حلايب المحتلة وعن الجنوب الذي تحدث باحتقار عنه وعن طموحاته . كان الرجل ممثلا للثقافة العروبية – الاسلاموية بلا منازع رغم شيوعيته المزعومة . Continue reading
في زحمة الاعياد رحلت بهدوء عن عالمنا الكاتبة والمفكرة والروائية الامريكية سوزان سونتاغ؛ عن عمر يناهز ال71 عاما؛بعد صراع مرير مع مرض سرطان الدم ؛وذلك في مدينتها التي احبتها نيويورك في 25 ديسمبر الماضي.
تعتبر سونتاغ من اشهر المثقفات الامريكيات في نصف القرن الاخير؛ درست في جامعات بيركلي وشيكاغو واكسفور؛ وكان تخصصها في الادب والنقد الادبي والفلسفة؛ وعملت بالتدريس في عدد من الجامعات الامريكية ومن بينها جامعة هارفارد.
كتبت سونتاغ 17 كتابا ومئات المقالات توزعت ما بين الرواية التاريخية “عاشقة البراكين” ؛ والرواية “في امريكا” والتي كانت اخر رواياتها وحصلت بسببها علي جائزة الكتاب القومي ؛ والدراسات النقدية ومن بينها “ملاحظات عن معسكر ” والمخصصة لادب المثليين جنسيا والثقافة الجماهيرية؛ و” ضد التفسير” ؛والمقالات النقدية والسياسية والاجتماعية وغيرها؛ كما كانت مهتمة بالتصوير ومصورة جيدة والت عددا من الكتب عن فن التصوير ومعانيه.
تعالجت سوزان من مرض سرطان الثدي وكتبت مجموعة من الكتب عن الامراض والالام وما تحدثه من تحول؛ وقد عرفت سونتاغ كواحدة من اكثر المناضلات النسويات نشاطا؛ كما كانت معادية للحرب ولها نشاطات واسعة ضد الحروب؛ومنها الحرب في يوغسلافيا؛ وقد انتقدت الحرب الامريكية الاخيرة ضد العراق منذ البداية؛ وكامل سياسة بوش فيها؛ مما جلب لها الكثير من العداء والاهانات من الدوائر المحافظة واليمينية في الولايات المتحدة.
لسونتاغ ايضا مواقف ايجابية وواضحة من القضية الفلسطينية وضد الارهاب الفكري حيث تضامنت مع الكاتب سلمان رشدي؛ وكالعادة لم تكن محبوبة من قبل اليمينيين في امريكا او في العالم الثالث ومن بينه الدول “الاسلامية” والعربية.
التحية لروحها ولتسكن في سلام ابدي .
عادل
توفي في يوم السبت 14 اغسطس 2004؛ في مدينة كراكوف البولندية؛ احد اكبر شعراء بولندا واوروبا في القرن العشرين؛ تشيسواف ميووش – عن عمر يناهز ال93 عاما.
ولد ميووش في مدينة فيلنوس بجمهورية ليتوانيا الحالية؛ ثم هاجر الي بولندا والتي تنتمي اصوله اليها؛ وفي اول الخمسينات حينما كان موظفا بالصفارة البولندية في باريس؛ انقسم عن النظام ولجأ الي بيت مجلة “الثقافة” البولندية هناك؛ وقضي كل السنوات التالية بالخارج؛ ليعود لبولندا في عام 1981 في رحلة قصيرة؛ ثم ليعود لها بصورة نهائية في اواخر التسعينات من القرن الماضي.
كان ميووش شاعرا ملتزما بحق؛ رغم انه تعرض لهجوم اليسار واليمين الضاري؛ وذلك لمواقفه الحرياتية الاساسية؛ والتي سجلها منذ كان في العشرين من عمره؛ وختمهابمواقف مشرفة في اخر ايام حياته. كانت كتابة ميووش تتوزع ما بين قضايا العقيدة والفلسفة؛ دور الانسان في التاريخ؛ دور الشاعر؛ الوحدة والانتماء؛ الثقافة والتعدد؛ وكان من اعلي الاصوات الشعرية لعصره؛ في بولندا واوروبا والعالم؛ حيث حصل بسبب من كتاباته الشعرية والنثرية؛ علي جائزة نوبل للاداب.
من اعماله الاساسية “نور الضحي” ؛ ” العقل المستعبد”؛ “اوروبا العائلية”؛ “معاهدة شعرية”؛ “القارات”؛ ” الواجبات الخاصة”؛ ” انسان بين العقارب”؛ ” خيالات علي خليج سان فرانسسكو”؛ و”ارض اولو”.
ساحاول في الايام القادمة ان اكتب عن هذا الشاعر وغيره؛ في سلسلة مواضيع تحت العنوان الرئيسي” اوراق بولندية”
عادل عبدالعاطي
17 اغسطس 2004