Skip to main content

كتابات ونثر وأعمال نقدية حول مختلف قضايا الأدبوالحياة

loshad-kon-pustynyaليس الذي يشتل كالتمر ثم يشذب كالزهر هو الحب. الحب لا يزرعه بستاني او اثنان ولا ينثر عليه السماد ولا يرش حوله الماء ولا يهش عنه الطير والسابلة والداجن. الحب لا يولد صغيرا فيكبر كما الاطفال ولا يشيخ كما الكهول. لا ينحني ظهره ابدا ولا يشيب. ليس هذا الحب وانما هو شبه الحب. ما يستزرع ويولد ويهجن ويراعي ويثمر ويحصد هو ما يبقي البشر احياء وما يبقي النوع وما يحفظ النسل. هو ما يبني الاسر والمجتمعات ولكنه ليس الحب. الحب ليس هذا ولا يشبه شيئا من هذا. الحب لا يحي وانما يميت. لا يخلق حياة جديدة وانما يدمر حيوات قائمة. لا يسعى للاستقرار وانما للدمار. هو اعصار وزلزال ومليون قنبلة هيدروجينية في آن. طابعه الاصلي هو الجنون ومفارقة المنطق ورفض الوقائع ومجانبة الحكمة. من ظفر به تعذب ومات وعاش حياة الابدية في ثانية ومن لم يعرفه كان سعيدا وعاش طويلا وانجب البنين و البنات وعاش في تبات ونبات وسبات. الحب لا تحكمه قوانين البشر وانما قوانين الالهة البدائية التي انقرضت مثل الديناصوات، وتركت لعنتها حية تسعى فينا وبيننا. الحب ينبع من تلك الروح البدائية الاولى التي تكون منها الكون في لحظة الانفجار العظيم. تلك الروح غير المشذبة وغير الواعية التي اخرجت الكون – والحب – في سرابيل الالم والدم. لا غرو اذن ان يولد الاطفال من بين معاناة وبكاء وصراخ، فهم امتداد ذلك الخلق الاول. الحب هو خلق وعذاب. ذلك كان شأن الوجود الاولى ولا تغالطوني في ذلك لأني كنت هناك. الحب موستانغ جموح اذا روضته حولته لحصان ركوب او زينة او نقل ولكنه يخسر للابد جماله الوحشي. الحب اذ توقف همد واذا همد مات. الحب هو الغيرة وهو الشك وهو الجنون وهو ان تختصر الكون في انسان وان يكبر لديك انسان فيصبح هو الكون. الحب هو ان تبيع روحك لأجل التفاتة ممن تحب. الحب هو ان تتمنى موتك حتى تحصل على دمعة ممن تحب. الحب هو لعنة البشرية وسر تميزها، وما يخرج بها من حياة الديدان واسفل سافلين الى حياة الالهة والمردة والجن والشياطين. الحب هو ان تشعر بطاقة شارب مليون زجاجة رد بول عندما تكون سعيدا وان تكون منسحقا كضفدعة دهستها عشر حاشنات لما تكون تعيسا. الحب هو ان تعطي بلا من وتلحد بلا كفن وتسير بلا زمن وان لا يحدك مكان والا يكون الموت نفسه حاجزا بينك وبين من تحب ، او بينك وبين ان تحب.

12715365_10153634580938096_3070362956080752925_nقبل عام او قرن انتقلنا مع من تحبها نفسي لبيت جديد اختارته ونسقته بنفسها وعطرته بالبخور واللبان والعطور، ثم لم تلبث فيه الا قليلا حتى طارت كريميديوس ولم تأخذني كشمسة، واخذت جل قلبي معها وكل عقلي.

في خلال عام او قرن كان ذلك البيت لي بيتاً وصديقاً ومعبدا ً ومزاراً وغار حراء، اشم فيه رائحتها وارى فيه لمستها وألمح بين النوم واليقظة في ثناياه طيفها. كان تاج محلي أُمارس فيه جنوني وعملي واتقلب فيه بين ألمي وأملي وابكي فيه واضحك واموت فيه يومياً وأحيا.

كان ذلك البيت كبيرا علي لوحدي وصغيراً على الحب الذي يملأه. عشت فيه وحدي ولكني لم اكن فيه وحدي، فهي لم تفارقه اذ لم تفارق بعض قلبي الذي بقي معي.

فهمتُ حينها لمّ كان قيس يُقبّل جدران ديار ليلى وليلى بعيدة ذاهبة في الغياب. فهمت كيف إن للبيوت حكاياتها وللناس كبواتها وللغياب منطقه وللعشق جنونه وللحب سلطان.

فهمت ان البيت الحقيقي ليس جدرانا نبنيها و نزينها واثاث نختاره وننسقه وانما بشر يقطنونه وحب يعطر جوانبه ويسكن ساكنيه. فهمت انها هي بيتي ووطني، قيامي وظعني، فرحي وحزني، عقلي وجنوني؛ وان بيتي الحقيقي فيها وحواليها، اينما كانت وحيثما حلت.

12744018_973256702723187_8124868549047296501_n
” عندي مزاج شجرة الصبار “


في غيابها أصبح الوطن غربة وأصبحت الغربة جحيماً – بدونها اصبحت كل الحياة منفىً كبيراً


لقد كانت صحوي ومنامي؛ تمردي وايماني؛ عقلي وجنوني، صخبي وسكوني. كانت الموسيقى قربها احلى والطعام اشهى والصباح اجمل والمساء اكثر روعة. كان النوم قربها وتحت انفاسها مريحا وممكنا وكان الصحو على وقع خطاها بهيا وكامل الاشراق. كان بخورها احلى العطور وحضورها أجمل الحضور وكانت هي احلى من عرفت من النساء والطف من عرفت من الناس. كانت جميلة في فرحها وحزنها ونبيلة في غضبها وحنينها. كانت حياتي الحقيقية وحبي الاول والاخير – كانت فردوسي الذي فقدته.


She” was my North, my South, my East and West,
My working week and my Sunday rest,
My noon, my midnight, my talk, my song;
I thought that love would last forever: I was wrong.

The stars are not wanted now; put out every one,
Pack up the moon and dismantle the sun,
Pour away the ocean and sweep up the wood;
For nothing now can ever come to any good.

بتصرف من Wystan Hugh Auden


:: لو كان ليوم ميلادي من أهمية ؛ فهي أنه مناسبة جميلة لتلقي تهنئتها ::

دائما ما تجعل يوم عيد ميلادي جميلا حتى في احلك الاوقات – رسالتها لي قبل عدة سنوات في عيد ميلادي كانت اجمل كلام قرأته او وجهه شخص لي في حياتي. عيد ميلادي في 2014 كان الاجمل منذ ولدت . حتى في 2015 لم تنسي التهنئة رغم الظروف القاسية . شكرا لها فدائما ما تهديني الخير والجمال وأنا لم اقدم لها الكثير. وشكرا لها اذ كانت اجمل هدية لاقتني في حياتي وأنا لم اشكرها وربما لم أوضح لها كم هي غالية علي. انا ممتن لها جدا وممتن للزمن الذي ربط طريقي بطريقها ذات يوم .


لا ترحل بدوني ( جلال الدين الرومي).


أيها العاشق، يا غبي. حاذر أن تحضن شمسا ملتهبة وحية. لأنك حينها إحتراقا تحترق وموتا تموت.


عندما نعشق انسانا ما، والعشق هو فوق الحب وهو درجة من الجنون وملامسة المطلق، فإننا نخلع عليه صفاتا سحرية ونجرده من إنسانيته ونضعه في مصاف الملائكة،على الأقل. فيي كل هذا نظلمه. نظلم انسانيته وحاجياته البسيطة والطبيعية في أسطرتنا له. معذرة فأنتي لم تكوني إلها او شيطانا، وانما كنتي ولا زلتي إمراة. ( من وحي مشاهدة فيلم ” المدن الورقية ” مع Amalia Abdel Aati).


انت نقطة ضعفي الوحيدة، وكل قوتي.


قالت : انت تدافع عن حقوق كل النساء ؛ الا حقوقي .. وانت لطيف مع كل النساء ؛ عداي .. عذرا صديقتي فقد كنت اتعامل معك انك فوق كل النساء وفوق كل البشر وأنك أنت ذاتي- معذرة على كل تقصير وكل خطأ غير مقصود وكل ألم وجرح .


لطالما وددت اهانة محمد المكي ابراهيم اهانة اكثر من شخصية. فهو في ادعائه الشاعرية لم يفهم ما اسماه لوركا بسر الروح المبدعة ، وهو في تمجيده لشكليات الحياة لم يفهم ما هو سرها الباقي ووجهها الآخر ، وهو الموت. وهو في احتفائه بأمته لم يحتفي بالفرد فيه وفينا. وهو في تمجيده للبراغماتية والروح الاسبارطية وتحويل الحب الى ساحة للحرب لم يفهم معنى جنون الحب والحب الجنوني. لم يفهم ود المكي ان ابن الملوح لم ينهزم امام القبيل وانما انهزم امام نفسه اللوامة ، ولم يسقط امام الرعب وانما سقط تحت وطأة مشاعره المجنونة التي اضاعت منه العقل واوهنت منه الساعد واليد. لم يفهم ان قصة ابن الملوح هي قصة الجنس الانساني في ميله للتدمير الذاتي. لم يفهم في شاعريته المدعاة ان المعذب والمحب لا يهان ولا يهين.


الثلاثة مستحيلات موجودة . الغول هو الشر الكامن فينا والطافح يوميا في ملايين الشرور الصغيرة ، هي شعر الغول واظافره وانيابه وقرونه ورؤوسه الالف وعيونه المليون. الخل الوفي – كما تبدى لي- هو بكري جبريل. العنقاء امسكتها بيدي التي سيأكلها الدود ثم دفنتها في حضني حتى اختنقت واجبرتها على اكل اللحم بعد ان كانت تشرب الندى وتاكل العنبر، ثم اطلقت سراحها لما قاربت على الموت.


المرض يقتل الجسد، الهم يقتل الروح.


إنني أُثني على الحي الذي
حن للموت بأحضان اللهيب.

في ليالي الحب والشوق الرطيب،
يصبح الوالد والمولود أنت،
يحتوي قلبك إحساس غريب
ومن الشمعة إطراق وصمت.

تترك السجن الذي عشت به
غارقا في عتمة الليل الكئيب
ينشر الشوق جناحيه إلى
وحدة أعلى وإنجاب عجيب.

سوف تعروك من السحر ارتعاشة،
ثم لا تجفل من بُعد الطريق،
وستأتي مثلما وقت الفراشة،
تعشق النور فتهوى في الحريق.

من رباعيات الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته – الابيات من قصيدة “حنين مبارك” Selige Sehnsucht” من الديوان الشرقي الغربي (West-östlicher Divan) – ترجمة د. عبد الغفار مكاوي . اختيار الابيات من طرفي .


:: في عينيك رأيت العالم وفي حبك وجدت نفسي ::


الحب موت صغير….. (ابن عربي)


مين دا اللي نسيك ؟

 

اغنية المطر ( Chuva) هي جزء من أغاني الفادو البرتغالية . والفادو تعني بلغة البرتغاليين المصير او بالسوداني (القسمة والنصيب) .. وهي اغاني شعبية او من اصول شعبية يختلط فيها الحب بالحزن؛ وذات طبيعة موّالية وجذور اندلسية وعربية وبربرية وافريقية؛ ومتأثرة لدرجة كبيرة باغاني البحارة. كانت أغاني الفادو تعتبر ولوقت قريب  من الفن الفلكلوري والشعبي البسيط ؛ حتى ظهر  فنانات وفنانين خالدين مثل اماليا رودريغيز نقلوها من مصاف المحلية الى العالمية. ويمكن بدون مبالغة القول ان الفادو هو المنتج الثقافي البرتغالي الاكثر انتشارا ومعرفة في العالم؛ وخاصة في زمن انفجار ثورة المولتميديا . (المزيد…)

1380514_588247167890811_1667444345_nمقتطفات من رسالة الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر محي الدين بن عربي والموسومة (رسالة ما لا يعول عليه ) وتتضمن ما لا يعول عليه من احوال الحب والمحبة والمحبين

المكان إذا لم يؤنث لا يعوَّل عليه،

كل تنهد يكون عن فقد في عين وجد لا يعوَّل عليه.

السهر من غير سمر لا يعوَّل عليه.

كل إخلاص لا يعوَّل عليه، فإنه ما ثم ممن.

الوجد الحاصل عن التواجد لا يعوَّل عليه.

والوجود الذي يكون عن مثل هذا الوجد لا يعوَّل عليه.

المحبة إذا لم تكن جامعة لا يعوَّل عليها.

كل محبة لا يؤثر صاحبها إرادة محبوبه على إرادته فلا يعوَّل عليها.

كل محبة لا يلتذ صاحبها بموافقة محبوبه فيما تكرهه نفسه طبعا لا يعوَّل عليه.

كل حب لا ينتج إحسان المحبوب في قلب المحب لا يعوَّل عليه.

كل حب يعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يعوَّل عليه.

كل حب يكون معه طلب لا يعوَّل عليه.

كل حب لا يتعلق بنفسه وهو المسمى حب الحب لا يعوَّل عليه.

كل حب لا يفنيك عنك ولا يتغير بتغير التجلي لا يعوَّل عليه.

كل حب تبقي في صاحبه فضلة طبيعية لا يعوَّل عليه.

كل شوق يسكن باللقاء لا يعوَّل عليه.

كل شهوة غير شهوة الحب لا يعوَّل عليها.

الحب الذي يعطيك التعلق بوجود المحبوب وهو غير موجود فهو صحيح وإن لم فلا تعول عليه.

كل وصل لا يظفرك بالفائت لا يعوَّل عليه.

في زحمة الاعياد رحلت بهدوء عن عالمنا الكاتبة والمفكرة والروائية الامريكية سوزان سونتاغ؛ عن عمر يناهز ال71 عاما؛بعد صراع مرير مع مرض سرطان الدم ؛وذلك في مدينتها التي احبتها نيويورك في 25 ديسمبر الماضي.

تعتبر سونتاغ من اشهر المثقفات الامريكيات في نصف القرن الاخير؛ درست في جامعات بيركلي وشيكاغو واكسفور؛ وكان تخصصها في الادب والنقد الادبي والفلسفة؛ وعملت بالتدريس في عدد من الجامعات الامريكية ومن بينها جامعة هارفارد.

كتبت سونتاغ 17 كتابا ومئات المقالات توزعت ما بين الرواية التاريخية “عاشقة البراكين” ؛ والرواية “في امريكا” والتي كانت اخر رواياتها وحصلت بسببها علي جائزة الكتاب القومي ؛ والدراسات النقدية ومن بينها “ملاحظات عن معسكر ” والمخصصة لادب المثليين جنسيا والثقافة الجماهيرية؛ و” ضد التفسير” ؛والمقالات النقدية والسياسية والاجتماعية وغيرها؛ كما كانت مهتمة بالتصوير ومصورة جيدة والت عددا من الكتب عن فن التصوير ومعانيه.

تعالجت سوزان من مرض سرطان الثدي وكتبت مجموعة من الكتب عن الامراض والالام وما تحدثه من تحول؛ وقد عرفت سونتاغ كواحدة من اكثر المناضلات النسويات نشاطا؛ كما كانت معادية للحرب ولها نشاطات واسعة ضد الحروب؛ومنها الحرب في يوغسلافيا؛ وقد انتقدت الحرب الامريكية الاخيرة ضد العراق منذ البداية؛ وكامل سياسة بوش فيها؛ مما جلب لها الكثير من العداء والاهانات من الدوائر المحافظة واليمينية في الولايات المتحدة.

لسونتاغ ايضا مواقف ايجابية وواضحة من القضية الفلسطينية وضد الارهاب الفكري حيث تضامنت مع الكاتب سلمان رشدي؛ وكالعادة لم تكن محبوبة من قبل اليمينيين في امريكا او في العالم الثالث ومن بينه الدول “الاسلامية” والعربية.

التحية لروحها ولتسكن في سلام ابدي .

عادل

quote-in-a-room-where-people-unanimously-maintain-a-conspiracy-of-silence-one-word-of-truth-czeslaw-milosz-35-95-64توفي في يوم السبت 14 اغسطس 2004؛ في مدينة كراكوف البولندية؛ احد اكبر شعراء بولندا واوروبا في القرن العشرين؛ تشيسواف ميووش – عن عمر يناهز ال93 عاما.

ولد ميووش في مدينة فيلنوس بجمهورية ليتوانيا الحالية؛ ثم هاجر الي بولندا والتي تنتمي اصوله اليها؛ وفي اول الخمسينات حينما كان موظفا بالصفارة البولندية في باريس؛ انقسم عن النظام ولجأ الي بيت مجلة “الثقافة” البولندية هناك؛ وقضي كل السنوات التالية بالخارج؛ ليعود لبولندا في عام 1981 في رحلة قصيرة؛ ثم ليعود لها بصورة نهائية في اواخر التسعينات من القرن الماضي.

كان ميووش شاعرا ملتزما بحق؛ رغم انه تعرض لهجوم اليسار واليمين الضاري؛ وذلك لمواقفه الحرياتية الاساسية؛ والتي سجلها منذ كان في العشرين من عمره؛ وختمهابمواقف مشرفة في اخر ايام حياته. كانت كتابة ميووش تتوزع ما بين قضايا العقيدة والفلسفة؛ دور الانسان في التاريخ؛ دور الشاعر؛ الوحدة والانتماء؛ الثقافة والتعدد؛ وكان من اعلي الاصوات الشعرية لعصره؛ في بولندا واوروبا والعالم؛ حيث حصل بسبب من كتاباته الشعرية والنثرية؛ علي جائزة نوبل للاداب.

من اعماله الاساسية “نور الضحي” ؛ ” العقل المستعبد”؛ “اوروبا العائلية”؛ “معاهدة شعرية”؛ “القارات”؛ ” الواجبات الخاصة”؛ ” انسان بين العقارب”؛ ” خيالات علي خليج سان فرانسسكو”؛ و”ارض اولو”.

ساحاول في الايام القادمة ان اكتب عن هذا الشاعر وغيره؛ في سلسلة مواضيع تحت العنوان الرئيسي” اوراق بولندية”

عادل عبدالعاطي
17 اغسطس 2004

1918223_946438025405055_6664413202970595944_nقلت لشيخي حدثني إذن عن حال العاشقين والعشق؛ فأنا غرير يا سيدي في هذا الطريق. قال لي احذر يا رفيق من هذا الطريق ؛ ففي أوله حريق وفي نهايته غرق. قلت له زدني. قال لي ادخله أن اردت ان يكون ليلك سهرا ؛ ونهارك صبرا؛ وأكلك نزرا؛ وشربك كدرا. قلت كأنك تنهيني عنه يا شيخي . قال لي ابتعد عن طريقه ان كنت من اصحاب اليقين؛ فأنت اذا كنت في هذا الحال لا تيقن بشيء؛ فحالك في اللحظة وأختها غير الحال. تؤمن في ساعة حتى تصبح في جنات النعيم؛ ثم تشك في لاحقتها حتى تدخل لجج اسافل الجحيم. قلت لمّ ذاك؟ قال لي هو حال كغير الحال ؛ لا يعرفه اصحاب العقل والمقال وانما اهل الذوق والخيال. قلت زدني : قال انك لن تعرفه من مقاعد الدرس؛ وانما من جنون القلب ومعاناة الحس. قلت لم افهم . قال وستجهل اكثر إن تذوقته؛ فأنت فيه لا تعرف نفسك و لا نفسك تعرفك؛ حيث يكون الكون كله في محصورا في شخص المعشوق؛ وكل همك الوصول اليه؛ ولا وصول؛ وكل مناك الوصل به؛ ولا وصال. قلت كيف ذلك . قال لي ذلك ان اكتمال العشق من المحال؛ وحال العاشقين هو حال سقم لا شبع فيه ولا ري؛ ولا سكن فيه ولا دفء؛ فشبعك من العشق هو في استمرار الجوع؛ وريك منه هو غرقك فيه؛ ودفئك منه هو احتراقك به؛ وسكنك فيه هو في دوام التحول. قلت أهو لذيذ ؟ قال فيه ما لا عين رأت ولا لسان ذاق ولا أذن سمعت ولا قلب طاق ولا خطر بعقل بشر. قلت اُريده اذن. قال اذهب فأنت مخير؛ وقد حدثتك يا مجنون؛ فلا تعود وتشكي لي في الغد مما فعل قلبك؛ ومن سهر الليالي وسماع الأغاني وبحور الدموع وضمور الضلوع وإنعدام الدين واليقين.

 

أشارة مرجعية :

من نصوص الشيخ الأكبر ابن عربي في الحب

Mint1كان أحب شاي الى قلبه هو شاي يشربه مسرعا في محطة ابو احمد او الشريك في الطريق الى الشمالية. كان صغيرا ويخشي دائما ان يفوته القطار؛ ولكنه يصر دائما على النزول لشراب شاي تلك المناطق بالنعناع الأخضر الزهي، حتى لو نزل بمفرده. كانت هناك نساء سحريات يعددن ذلك الشاي؛ باياديهم المغبشة وتيبانهن المهترئة ولكن باصابع فيها سحر . كان منظرهن في الصباحات الباردة او المساءات المظلمة الا من الفوانيس وهن يفترشن الارض ويجلسن على البنابر وكأنهن أتيات من عالم آخر او ذاهبات لعالم آخر.

Continue reading

هذه
الأغنية بعنوان  دمعة  او ( Lágrima) باللغة البرتغالية  واحدة من كلاسيكيات موسيقى الفادو في البرتغال. كتبها الشاعر  كارلوس كونشالفيس وآدتها أول مرة مغنية الفادو الاسطورية  اماليا رودريغيز. تم اعادة ادائها عدة مرات من العديد من فنانيي وفنانات الفادو ومن اهمهم  دولسه بونتيز . قمت بترجمتها اعتماداً على نصين انجليزي وبرتغالي
(المزيد…)

We #HelpSudan.
Learn how you can help too!

#Help­Sudan

We don't know how long the conflict will last. But what we do know is that we can't stand aside and watch.

The fastest way you can help too is to support Sudan financially. The Save Sudan Initiative has opened a multi-currency account for that purpose. Learn more

If you want to volunteer and provide help, then here are specific instructions how to do this: Learn more

Spread the word!