التصنيف: كتــابــات أدبــــــيـــــة

كتابات ونثر وأعمال نقدية حول مختلف قضايا الأدبوالحياة

  • في أحوال العشق والعشاق

    قلت لشيخي حدثني إذن عن حال العاشقين والعشق؛ فأنا غرير يا سيدي في هذا الطريق. قال لي احذر يا رفيق من هذا الطريق ؛ ففي أوله حريق وفي نهايته غرق.

    قلت له زدني. قال لي ادخله أن اردت ان يكون ليلك سهرا ؛ ونهارك صبرا؛ وأكلك نزرا؛ وشربك كدرا. قلت كأنك تنهيني عنه يا شيخي . قال لي ابتعد عن طريقه ان كنت من اصحاب اليقين؛ فأنت اذا كنت في هذا الحال لا تيقن بشيء؛ فحالك في اللحظة وأختها غير الحال. تؤمن في ساعة حتى تصبح في جنات النعيم؛ ثم تشك في لاحقتها حتى تدخل لجج اسافل الجحيم.

    قلت لمّ ذاك؟ قال لي هو حال كغير الحال ؛ لا يعرفه اصحاب العقل والمقال وانما اهل الذوق والخيال. قلت زدني : قال انك لن تعرفه من مقاعد الدرس؛ وانما من جنون القلب ومعاناة الحس.

    قلت لم افهم . قال وستجهل اكثر إن تذوقته؛ فأنت فيه لا تعرف نفسك و لا نفسك تعرفك؛ حيث يكون الكون كله في محصورا في شخص المعشوق؛ وكل همك الوصول اليه؛ ولا وصول؛ وكل مناك الوصل به؛ ولا وصال.

    قلت كيف ذلك . قال لي ذلك ان اكتمال العشق من المحال؛ وحال العاشقين هو حال سقم لا شبع فيه ولا ري؛ ولا سكن فيه ولا دفء؛ فشبعك من العشق هو في استمرار الجوع؛ وريك منه هو غرقك فيه؛ ودفئك منه هو احتراقك به؛ وسكنك فيه هو في دوام التحول.

    قلت أهو لذيذ ؟ قال فيه ما لا عين رأت ولا لسان ذاق ولا أذن سمعت ولا قلب طاق ولا خطر بعقل بشر. قلت اُريده اذن. قال اذهب فأنت مخير؛ وقد حدثتك يا مجنون؛ فلا تعود وتشكي لي في الغد مما فعل قلبك؛ ومن سهر الليالي وسماع الأغاني وبحور الدموع وضمور الضلوع وإنعدام الدين واليقين.

     

    أشارة مرجعية :

    من نصوص الشيخ الأكبر ابن عربي في الحب

  • نَعْناعٌ مُجفّف

    قصة قصيرة

    كان أحب شاي الى قلبه هو شاي يشربه مسرعا في محطة ابو احمد او الشريك في الطريق الى الشمالية. كان صغيرا ويخشي دائما أن يفوته القطار؛ ولكنه يصر دائما على النزول لشراب شاي تلك المناطق بالنعناع الأخضر الزهي، حتى لو نزل بمفرده.

    كانت هناك نساء سحريات يعددن ذلك الشاي؛ باياديهم المغبشة وتيبانهن المهترئة ولكن باصابع فيها سحر. كان منظرهن في الصباحات الباردة او المساءات المظلمة الا من الفوانيس وهن يفترشن الارض ويجلسن على البنابر، وكأنهن أتيات من عالم آخر او ذاهبات لعالم آخر.

    بقدر ما كان يهتم بتقاطيع تلك النسوة بقدر ما كان ينساهن بسرعة عندما يستلم قدح الشاي الساخن ويمسكه بين يديه. كان يتأمل ذلك الشاي وكأنه لم يرْ شاياً من قبل. كانت أوراق النعناع الخضراء تسبح بنعومة في الشاي الاحمر الذي يتصاعد بوخه. وكأن تلك الاوراق الحالمة تزاد خضرة في سباحتها في المشروب الأحمر وتعطيه نكهة يزيدها سحرا رمل المحطة البارد والمساحات الممتدة بلا نهاية وراء تلك النسوة الغامضات والبيوت المتناثرة والسُكر الحالي ذو التركيز الكثيف.

    لم يكن هناك شاي يعدل ذلك الشاي المنعنع ؛ حتى شاي أمه في الصباحات الشتوية والذي كان يشربه – لشرهه – في برطمانية وهو يتدثر ببطانية ثقيلة في مطبخ دافي بالكانون والحنان لم يكن يعادله. كان يشرب ذلك الشاي المُدفيئ ويتذكر شاي الشريك المنعنع الحالي؛ قبل ان ينطلق للمدرسة في رداءه القصير حاملاً شنطة الحديد.

    مرت بعدها أعوام طويلة ترك فيها شرب الشاي سنينا؛ ثم عاد له في بلاد باردة. لم يكن ذاك شاياً حقيقياً وانما ماءاً ساخناً تطفح فيه أكياس شاي رديء الجودة. ظل وربما لا يزال يكره اكياس الشاي. لم يستمتع طوال سنوات بشاي وكان يشربه كالواجب حتى أتت بشايها وبنعناعها المجفف؛ والذي وللعجب كانت رائحته وطعم الشاي المُحلّي به أجمل وأفضل واشهي من شاي الشريك وأبو حمد السحري ونعناعه الحي؛ ومن شايات أمه الصباحية.

    تمتع بشايها وبخورها قليلا أو كثيرا ؛ حسب حساب الحاسب. كان كل شيء حينها مسحورا وكان للأشياء طعهما المختلف. كان الكون في سلام وكان الله في مزاج جيد. استمر هذا النعيم وهلة حتى تركته بغتة وذهبت في حال سبيلها ولم تخلف ورائها سوى برطمانيات مغلقة تحتوى على بخور ونعناع مجفف، والجميل من الذكريات.

    في جنونه وحنينه بدأ يشرب الشاي لوحده محلياً له لا بالسكر وانما بالنعناع المجفف. كانت حبيبات النعناع المجفف تنحسر كل يوم تحت اصابعه في البرطمان ومع كل كوب شاي تغرق فيه. خفف من هوايته الجديدة – والتي كان كل كوب شاي يذكره بها وبأيام الهناء والسحر-؛ عسى أن يحفظ النعناع لأطول وقت ممكن. بدأ في سياسة تقتير وكأنه راهب في صحراء ولم يقصر معه النعناع ولم يفقد رائحته الذكية ولا النكهة الشهية التي كان يضيفها للامسيات الباردة.

    ألف – ضمن تأليفاته اليائسة الكثيرة – نظرية أنه طالما بقى عنده شيء من النعناع؛ فإن عنده شيء منها. وطالما بقي النعناع فآن الأمل سيكون حيا انها ستعود من جديد؛ حاملة معها نعناعا جديدا أخضرا وبخورا وحبا وحياة جديدة وجنة جديدة.

    في الآيام الأخيرة أوقف شراب الشاي؛ اذ لم يُعد يستسغه دون ذلك النعناع المجفف. من جهة اخرى فإن ملعقة صغيرة او ملعقتان من النعناع المجفف لن تصمدان ولا لنصف شتاء؛ وحينها ماذا يفعل مع الأمل المنحسر مع النعناع إن لم تعدْ ؟ وأي نظرية جديدة يعلل بها نفسه في وحدته؟

    في النهاية ترك شرب الشاي تماماً وتبقى له فقط الاحساس والمعرفة أنه هناك نعناع مجفف ما ؛ يرقد في قعر برطمان؛ جُفف يوما ليحمل طعما لبلاد لا طعم لها؛ ولم يقدر له قاطفوه انه سيكون رمزا لحياة كانت ؛ وانه سيكون رفقة في وحدة وشتاء، وحلماً بالمستحيل والهناء.

  • دمعة – Lágrima

    هذه الأغنية بعنوان  دمعة  او ( Lágrima) باللغة البرتغالية  واحدة من كلاسيكيات موسيقى الفادو في البرتغال. كتبها الشاعر  كارلوس كونشالفيس وآدتها أول مرة مغنية الفادو الاسطورية  اماليا رودريغيز. تم اعادة ادائها عدة مرات من العديد من فنانيي وفنانات الفادو ومن اهمهم  دولسه بونتيز . قمت بترجمتها اعتماداً على نصين انجليزي وبرتغالي

    (المزيد…)
  • ابن عربي والنظام: قصة حب معلن

    إبن عربي والنساء:
    كان الشيخ محي الدين ابن عربي محباُ للنساء؛ ضمن حبه لكل البشر. ومن منطلق نظريته أن الدين الحقيقي هو المحبة؛ وبتأثير من تجربته الشخصية وعلاقته بالنساء؛ فقد كان يحبهن ويحترمهن. ولا غرو فهو القائل:أدين بدين الحب أنى توجهت** ركائبه فالحب ديني وايماني.

    (المزيد…)
  • إبراهيم الأمير : صوت الشباب الصادح بقوة في سماء الفن

    تعرفت قبل فترة ليست بالطويلة على ابداعات الفنان الشاب ابراهيم الامير .. وحقيقة فقد اندهشت ايجابيا؛ أنه كيف في ظل حطام الانقاذ وثقافة القبح التي حاولت فرضها عبر ربع قرن من حكمها الكالح؛ تخرج مثل هذه الاشجار اليانعة الخضراء في سهول بلادي ؛ وتطرح زهرا بهيا وثمرا شهيا لأهل السودان وشباب السودان.

    ابراهيم الامير فنان ذو موهبة غنائية متميزة؛ فهو يختار كلماته بدقة ويلحنها أو يعطيها لمن يلحنها له بإتقان ؛ ويؤديها باحترافية عالية ؛ تجعله واحدا من أهم الاصوات الصاعدة بقوة في سماء الفن السوداني . وتشهد لابراهيم وجديته ونشاطه؛ رغم سنه الشاب وتجربته القصيرة زمنيا؛ العديد من الالبومات والتسجبلات والبرامج والحفلات التلفزيونبة التي اداها ؛ ومن بينها البوم صبا والبوم آخر دقائق الإرتحال والبوم صباح جديد الذي صدر مؤخرا وغيرها من الأعمال؛ وهي كلها تدور في فلك شبابي ومغاير ؛ وفي اتجاه موسيقى متجددة ومعانى حديثة تدخل القلب قبل الاذن .

    ابراهيم عدا ذلك ناشط في العمل الطوعي والانساني؛ وله انخراط اصيل في عملية التغيير الاجتماعي والعمل العام في بلادنا؛ عبر ابداعه الفني الذي يخاطب قضايا اجتماعية عدة اولا ؛ وعبر دعمه لدعوات التغيير الشبابية والافكار الجديدة ثانيا؛ فكان بذلك من الاصوات الصادحة بلسان احوال جيله من الشباب الناهض للتغيير.

    أتمنى ان تتعرفوا عليه وان تستمتعوا باباداعته كما اسمتعت بها أنا ؛ برغم اني لست من مجايليه وضعيف المعرفة بابداع الشباب .

    الصفحة الرسمية لابراهيم الأمير بالفيسبوك :

    بعض من أغاني ابراهيم الأمير في الساوند كلاود

    لمشاهدة فيديوهات ابراهيم الامير اضغط ع الرابط