هناك فرق بين الاسلام بين دفتي المصحف وكما اتى به الرسول الكريم، وتطبيق الاسلام التاريخي كما تم منذ وفاة الرسول وحتى اليوم.
هذا الاسلام التاريخي سلسلة طويلة من العنف والقتل والظلم واراقة الدماء وعدم احترام حقوق المسلمين ناهيك عن غير المسلمين. الشاهد ان ثلاثة من الخلفاء الراشدين تم قتلهم ، وقتل الصحابة والتابعون بعضهم بعضاً في الجمل وصفين والنهروان الخ .
لا اتحدث هنا عن الدول الاموية والعباسية والعثمانية فقط، وهي الدول التي كانت نموذجا للجور والعسف والغزو سال فيها الدم كما الانهار، ووصل بها الحال الى ان كان فيها ملايين العبيد، وانما عن تاريخ وتجارب امتدت لأكثر من ١٤٠٠ عام.
هذه النسخة من الاسلام التاريخي الذي وضعه السلاطين والفقهاء هي ما وصلتنا، وهي نسخة مضروبة. يخرج عن هذه النسخة وفي حدود ضيقة الاسلام الصوفي والشعبي الذي نجده اكثر ما نجده في افريقيا، وهو اسلام متسامح بسيط ، ولكنه يتراجع الآن امام المد السلفي الذي هو اسوأ نسخة من الاسلام التاريخي.
اذا اراد الناس العودة للاسلام الحقيقي فيجب رفض هذه النسخة المضروبة واعادة قراءة القران من جديد، بفهم مقاصدي تاريخي يجعل قيمتي العدل والحرية هما الاساس في الدين والدنيا.
