فراشة تايهة تحلم بالوصال

12032167_903270016388523_5240862633715262487_nفراشة تايهة تحلم بالوصال
نزلت على زهر الخيال 
قايلاهو نوارة سيال. 
ولمن حطت رحيلا على ارض الخراب 
عرفت طريقا بدون صواب *

صديقي شرف الدين الذي اشرت اليه في أحد الخواطر**. كان انساناً بسيطاً من أرياف كردفان. تعرفت عليه في سجن كوبر ذات عامين. كان محكوما بانتظار تنفيذ الإعدام. لم يعترف بارتكاب جريمته قط ولم يهمني ذلك؛ إن كان قد فعلها ام لا . اذ اني رأيت الإنسان فيه. الإنسان الذي يمكن ان يخطيء ويسير في طريق الجلجلة وأن يقتل حتى ، ليعود لانسانيته فيما بعد. سامحته وأنا الذي لا أقدر على مسامحة نفسي. حكى لي كيف تمزق قلبه عندما احضروا له ابنه الصغير الذي لم يره لسنوات ولما حاول احتضانه نفر منه الطفل. قال ان هذا كان اقسى عليه من حكم الاعدام.  كان يسألني هل سيلغي الصادق المهدي الاحكام الحدية واحكام الاعدام القديمة وكنت اعلله إن هذا ممكن؛ وأنا أعلم ان من يأمل فيه  كاذب كذيب لا يُرجي منه خيرا. قال لي : يا عادل انا لا اخاف الموت ولكن اخاف ان اتجرس لحظة الموت. قبل تنفيذ الاعدام بأيام تحدثت معه وشجعته . ظهر قبل الاعدام لم اقدر على الذهاب له لزنازنته لتوديعه كما فعل الاخرون. لم انم في ليلة التنفيذ وفي الفجر طارت روحه كفراشته التي حلمت بالوصال لتحط في عالم آخر ربما هو سعيد. تحية لك يا شرف الدين فأنا لا أزال اذكرك رغم مرور السنوات.

* الأبيات لشرف الدين