العوض المسلمي : سفير الأخلاق السودانية الآخير

21155_830498823665643_6681564530457727919_nصدمني نبأ رحيل الأخ والصديق المرحوم العوض المسلمي وهزني ؛ وكنت قد التقيت بالرجل اول مرة قبل عدة سنوات في حفل شاي اقامه لي بورداب سودانيز اونلاينبالقرب من النادي الالماني ؛ ولاقيته اخر مرة في نهاية ديسمبر الماضي هو والاخ محمد المسلمي من جهة وانا والرفاق محمد مدثر فرح ومدثر خميس ومهند الكارب من جهة اخرى .

كان العوض المسلمي في كل الحوارات التي دخلناها وفي كل اللقاءات وفي كل التواصلات نموذجا للرجل السوداني الاصيل : اخو اخوان – سريع عند الواجب ؛ محترما لنفسه وللغير. رجل تشعر في حضرته بالانشراح وبأن السودان لا يزال بخير. كان الرجل مثقفا موسوعيا في تواضع ؛ متدينا من دون تعصب؛ كريما من دون من. كان خير سفير للاخلاق السودانية في زمن عزت فيه الاخلاق وتدهور فيه السودان.

لم تكن الاختلافات السياسية والعقائدية تؤثر مطلقا في العوض المسلمي. اذكر انه قد تواصل معي وتواصلت معه مرات عندما كانت وتيرة النقاش تلتهب مع بعض معارفه وكان دائما يسعى في الخير والصلح بين الناس. كان الرجل وطنيا قحا وكان له موقف مشرف من نظام الانقاذ ؛ رغم ان الكثيرون كانوا يقروون مواقفه بصورة خاطئة. لن انسى له دعمه الكامل لي عندما اعلنت نيتي للترشح في الانتخابات الرئاسية ؛ ولما انسحبت من الفكرة لم اجد الوقت الكافي لشكره وها قد حان وقت شكره للأسف الشديد.

لتبقى ذكراك يا العوض المسلمي حيَة في قلوب الناس بقدر ما قدمت لهم ؛ ولتبق سيرتك العطرة نبراسا لكل من يبحث عن نموذج انساني يحتذي ؛ ولروحك شآبيب الرحمة ولنا ولأهلك ومعارفك واصدقائك وكل من أحبوك الصبر والسلوان .

اخوك وصديقك:عادل عبد العاطي
7 ابريل 2015